أحرزت الجزائر تقدمًا ملموسًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، باحتلالها المرتبة 74 عالميًا ضمن تصنيف مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (IDI) الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات (UIT) في جوان الماضي، بعدما كانت تحتل المرتبة 89 سابقًا.
ويعكس هذا الصعود الديناميكية التي يشهدها القطاع الرقمي في الجزائر، على ضوء الإصلاحات الهيكلية وتوسيع شبكة البنى التحتية الرقمية، من خلال تحديث الشبكات، وتوسيع التغطية، وتعزيز الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة.
توسّع كبير في الاشتراكات الرقمية
وبحسب الأرقام الرسمية، بلغ عدد مشتركي الإنترنت المحمول في الجزائر نحو 54.55 مليون مشترك حتى مارس 2024، مقابل 5.7 ملايين مشترك في الإنترنت الثابت، فيما بلغ عدد مستخدمي شبكة الألياف البصرية أكثر من 2 مليون، وهو ما يعكس توسّعًا لافتًا في التغطية الرقمية خلال السنوات الأخيرة.
التكنولوجيا في خدمة الاقتصاد والتحوّل الرقمي
وأسهم هذا التطور في دعم التحوّل الرقمي للاقتصاد الوطني، عبر تسريع المعاملات الإدارية، وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالاستثمار وإنشاء المؤسسات، فضلًا عن توفير خدمات رقمية أكثر كفاءة للمواطنين والفاعلين الاقتصاديين.
ويشير مختصون إلى أن الرقمنة أصبحت ركيزة أساسية لتحسين مناخ الأعمال وتعزيز الشفافية والتنافسية، خاصة في ظل توجه الحكومة نحو تعميم الخدمات الإلكترونية وربط القطاعات الحيوية بالأنظمة الذكية.
أداء يتجاوز المتوسطات الإقليمية
تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات كشف أن الجزائر تجاوزت المعدل العالمي للمؤشر البالغ 78 نقطة، وكذلك المتوسط الإقليمي للدول العربية (77.6 نقطة)، والإفريقي (56.1 نقطة)، كما تفوقت على العديد من الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى بفارق بلغ 1.1 نقطة.
التحدي: الاستدامة والجودة
ورغم هذا التقدم، يواجه القطاع تحديات حقيقية في توسيع التغطية للمناطق المعزولة، وتحسين جودة الخدمات وسرعة الاتصال، بالإضافة إلى الحاجة إلى استثمارات مستدامة في البنى التحتية الرقمية، وتكوين الموارد البشرية.
ويؤكد خبراء أن الحفاظ على هذا الزخم التصاعدي يستلزم رؤية استراتيجية شاملة، ترتكز على الابتكار، ودعم المؤسسات الناشئة، وتحديث القوانين المتعلقة بالتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.